40 ألف يورو شهريًا مقابل أداء باهت

0 دقيقة للقراءة

رغم التأهل إلى دور المجموعات من كأس الكونفدرالية الإفريقية، إلا أن رصيد المدرب البوسني، سياد راموفيتش، مع شباب بلوزداد، يواصل التآكل وسط موجة غضب متصاعدة من الأنصار، الذين باتوا يرون أن استمرار الرجل على رأس العارضة الفنية لم يعد يخدم مصلحة الفريق، في ظل التراجع الواضح في الأداء، وغياب أي ملامح للتطور الجماعي أو الفني منذ بداية الموسم.

ولم يحجب الفوز الأخير أمام حافيا كوناكري الغيني، النقائص الكبيرة في أداء الفريق، الذي يدين بالكثير لتألق الحارس فريد شعال في لقاءي الذهاب، خاصة لقاء الإياب، بعدما أنقذ مرمى فريقه من أهداف محققة ومنح الشباب تأهلا صعبا ومعقدا، ذلك التأهل لم يشفع لراموفيتش أمام الانتقادات التي طالت خياراته التكتيكية والفنية، في صورة ما هو الحال بخصوص إصراره على إشراك المدافع بكور في وسط الميدان، رغم افتقاره هذا اللاعب لخصائص هذا الدور، الأمر الذي زاد من أعباء خط الوسط الذي يعاني أصلا من تراجع مردود القائد بن قيط وسالمي والوافد الجديد جابر كعسيس، وجعل من وسط ميدان الشباب نقطة ضعف واضحة.كما لم تسلم الصفقات الصيفية التي أشرف عليها راموفيتش من الانتقادات، وفي مقدمتها المهاجم الألباني رودون جيجا الذي ظهر بمستوى متواضع للغاية، والمهاجم محمد علي بن حمودة الذي أصر المدرب على استقدامه من غزل المحلة المصري مقابل 350 ألف أورو دون أن يقدم الإضافة المنتظرة، وهو اللاعب الذي يتشارك مع راموفيتش في نفس وكيل الأعمال.الأخطاء لم تتوقف عند ذلك، إذ سرّح راموفيتش بالمقابل لاعبين كان يمكن أن يقدموا خدمات مهمة للفريق، على غرار الإيفواري عرفات دومبيا، الذي حول بطريقة أثارت الكثير من علامات الاستفهام نحو ألبانيا (البطولة التي تستهوي المدرب) وحتى الكاميروني جاك إمبي الذي كان يحتاج فرصة ثانية في قرارات خلفت استغرابا واسعا بالنظر إلى التكلفة المالية الكبيرة والفراغ الفني الذي خلّفته.وفي الوقت الذي ينتظر فيه الأنصار تصحيح المسار، ينشغل راموفيتش بأمور هامشية مثل قراره فرض ارتداء بذلات كلاسيكية على طاقمه الفني والإداري خلال المباريات (بما فيهم مدرب الحراس نسيم أوسرير)، وهي خطوة استوحاها من زيارته المثيرة للجدل إلى ملعب "سانتياغو برنابيو"، حين لاحظ مظهر طاقم تشابي ألونسو، ما جعل المتابعين يتحدثون عن مدرب يركز على المظاهر بدل معالجة جوهر المشكلات الفنية وهي ما ذهبت إليه تعليقات الأنصار بعد نشر صورة للطاقم بالبذلة السوداء على الحساب الرسمي للفريق.الأدهى أن استمرار هذا الوضع يجد تفسيره في غياب هيكل رقابي فني واضح داخل النادي، فمع استمرار شغور منصب المدير الرياضي، وافتقاد رئيس مجلس الإدارة، بدر الدين بهلول، للخبرة التقنية، يواصل راموفيتش فرض منطقه دون معارضة تُذكر. هو الذي كان نجح رغم فشله في كل الأهداف المسطرة (ضياع لقب البطولة، ضياع التأهل لمسابقة رابطة الأبطال الإفريقية ومعها خسارة نهائي كأس الجزائر) في انتزاع تجديد عقده حتى 2028 براتب قفز من 22 ألف أورو إلى 40 ألف أورو، وهذا بدعم من الرئيس السابق وعدد من اللاعبين الذين روجوا لإشاعات عن "اتصالات خارجية" لضمان بقائه، قرار التجديد الذي صارت حتى الأطراف التي دعمته داخل مجلس الإدارة تعترف بعد تردي النتائج والأداء بأنه كان قرارا خاطئا وعشوائيا.المدرب البوسني استغل هذا النفوذ لفرض قرارات مثيرة، أبرزها استبعاد الحارس زغبة ثم التصريح بأنه لن يعود ما دام مدربا للفريق مقابل وضع حارس ثان يفتقر تماما للخبرة والمستوى الفني المطلوب، وهو ما يراه كثيرون مخاطرة غير محسوبة قد تكلف الفريق غاليا في قادم الجولات، في حال ما أصيب شعال.وفي غياب الرؤية الفنية الواضحة، يجد شباب بلوزداد نفسه أمام منعطف حساس، تتزايد فيه المخاوف لدى الأنصار من موسم باهت جديد، في وقت يطالب آخرون بضرورة إحداث التغيير على مستوى العارضة الفنية قبل فوات الأوان.

+