2.5 مليون يورو حصيلة الإنفاق شتاءً

1 دقيقة للقراءة

بعد سنوات من الازدهار الاقتصادي، وبعد أن كانت الليغا قبلة لأفضل نجوم العالم بسبب القدرة الشرائية المميزة للعديد من الأندية، وكذلك بسبب القانون الضريبي (المنخفض) مقارنة مع البلدان الأوروبية الأخرى، أصبحت أندية إسبانيا ترزح تحت وطأة ضغوط مادية كبيرة جعلتها تتراجع إلى المرتبة الثالثة والرابعة على مستوى الإنفاق في سوق انتقالات اللاعبين خلال السنوات الأخيرة.

وجسّد الميركاتو الشتوي لعام 2025 والذي ستغلق أبوابه بعد أيام قليلة، حالة التراجع المخيفة بالنسبة للأندية في إسبانيا بشكل عام، حيث أحجم 13 نادياً عن الانخراط في شراء اللاعبين بالرغم من الحاجة الكبيرة والملحة لسد العديد من الثغرات التي تركتها الإصابات في النصف الأول من الموسم، بفعل الروزنامة المزدحمة بالمباريات.وبينما انشغل برشلونة بأزمته المتعلقة بتسجيل لاعبيه داني أولمو وباو فكتور، فإن عملاق إسبانيا الآخر (ريال مدريد) رفض الدخول في سوق الانتقالات الشتوية للسنة السابعة على التوالي، حيث تعود آخر صفقاته في شهر يناير إلى العام 2018 عندما انتدب كل من الأرجنتينيين غونزالو هيغوايين وفرناندو غاغو.ورغم الحاجة الملحة للتعاقد مع ظهير أيمن، لتعويض قائد الفريق داني كارفاخال المصاب والذي توقع أن يغيب حتى نهاية الموسم الحالي، فإن إدارة النادي الملكي فضلت انتظار الدولي الإنجليزي ألكسندر ترينت أرنولد حتى نهاية الموسم من أجل الحصول على خدماته بالمجان. بعيداً عن قطبي الليغا، وعن حالة الانتظار حتى الساعات الأخيرة بالنسبة لأتلتيكو مدريد، الذي تشير تقارير إلى رغبته في التعاقد مع أكثر من لاعب لتعزيز فرصه في الفوز بالليغا، فإن الصفقة الأغلى في الميركاتو الشتوي في إسبانيا كانت من نصيب نادي إشبيلية الذي دفع 2.5 مليون يورو من أجل التعاقد مع الجناح الأيسر السويسري روبن فارغاس من نادي أوغسبورغ الألماني، علماً أن النادي الأندلسي موّل صفقته من بيع الظهير الأيمن الأرجنتيني غونزالو مونتيل إلى ريفر بلايت مقابل 4.5 ملايين يورو.ومع إضافة 125 ألف يورو دفعها نادي بلد الوليد البارز في إسبانيا لتسجيل لاعبه جوما (الذي سينتقل أساساً إلى مانشستر سيتي في وقت لاحق) فإن الحصيلة الإجمالية لإنفاق أندية إسبانيا لم تصل حتى إلى عتبة 3 ملايين يورو في شتاء العام 2025، وهو ما يجعل 25 دورياً أوروبياً على الأقل تنفق أموالاً أكثر من الليغا الإسبانية.ولعل مراقبة جدول انتقالات اللاعبين في إسبانيا والتي بلغت قدوم 13 لاعبًا جديدًا ومغادرة 33 لاعبًا معظمهم على سبيل الإعارة أو بشكل مجاني، جعلت الكثير من الخبراء يقرعون جرس الإنذار خشية تكرار نموذج فرنسا ومعاناة أنديتها الكبيرة اقتصادياً (باستثناء باريس سان جيرمان). وبالنظر إلى ما أنفقته أندية الدوري الإنجليزي الممتاز خلال يناير الحالي فإننا سنكتشف حجم الهوة في القدرة الشرائية التي باتت تباعد ما بين أندية البريميرليغ وأندية الليغا.وبلغ حجم الإنفاق الإجمالي لأندية الدوري الإنجليزي 300 مليون يورو، وهو رقم مرشح للزيادة في الأيام القليلة المقبلة، علماً أن مانشستر سيتي أنفق وحده 152 مليون يورو للتعاقد مع كل من المصري عمر مرموش مقابل 75 مليون يورو، والأوزبكي عبد القادر خوسانوف بـ40 مليوناً وقلب الدفاع البرازيلي فيتور ريس مقابل 37 مليون يورو. وفي إيطاليا هزت بعض الأندية (الشجرة) كما يُقال، وبلغ حجم الإنفاق العام 73 مليون يورو، وكان اليوفي أبرز الأندية التي أبرمت صفقات شتوية حيث تم التعاقد مع البرتغالي ألبرتو كوستا مقابل 13 مليون يورو وكذلك مع الفرنسي كولو مواني على سبيل الإعارة مقابل 3.6 ملايين يورو. أما في فرنسا، فقد سجل باريس سان جيرمان رقماً قياسياً جديداً على مستوى الانتقالات الشتوية الفرنسية بعد أن دفع 70 مليون يورو للتعاقد مع نجم نابولي الجورجي كفاراتسيخيليا، ليحطم الرقم السابق المسجل باسم النادي الباريسي في شتاء العام الفائت عندما تعاقد مع البرتغالي غونسالو راموس مقابل 65 مليون يورو. 

+