4 ملايير سنتيم تخنق الحماما

1 دقيقة للقراءة

في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بعديد القطاعات، يبدو أن الرياضة ليست بمنأى عن تأثيراتها، حيث يواجه نادي مديوني وهران، أحد أعرق الفرق الجزائرية، أزمة مالية خانقة تهدد استمراريته وتضع تاريخه العريق على المحك.منذ عام 2018، يعاني النادي من ديون متراكمة وصلت إلى 4 ملايير سنتيم، في وقت لم يتلقَ فيه أي دعم مالي من السلطات منذ خمس سنوات.

وعلى الرغم من وعود الدعم المتكررة، لا يزال النادي يعتمد على مساهمات محبيه و"رجال الخفاء" لتسيير شؤونه اليومية، وهو وضع لا يمكن أن يستمر طويلاً.في تصريحات أدلى بها قادة بلحسن، المناجير العام للنادي، أوضح أن الفريق يسير حاليًا بفضل تضحيات محبيه ومساعدات فردية متفرقة، في ظل غياب دعم السلطات ورعاة الشركات الكبرى. وأضاف بلحسن: "مديوني وهران ليس مجرد نادٍ رياضي، بل رمز تاريخي أنجب مواهب كبيرة مثل إسماعيل بن ناصر واللاعب جيز، ومع ذلك، لم يجد الدعم الكافي لضمان استمراريته".على الرغم من أن الفريق كان يتحصل سابقًا على ميزانية لا تقل عن مليار سنتيم سنويًا، إلا أن الأمور تغيرت بشكل كارثي. في عام 2023، تلقى النادي فقط 300 مليون سنتيم، خصص جزء كبير منها لتسديد تكاليف كراء الملعب لمدة خمس سنوات. أما اليوم، فقد تقلصت السيولة المتوفرة إلى 100 مليون سنتيم فقط، وهو مبلغ بالكاد يكفي لتغطية مستحقات اللاعبين والمدرب.الأزمة المالية جعلت الفريق عاجزًا عن تغطية أبسط احتياجاته، بما في ذلك تكاليف التنقل إلى المباريات خارج الديار. هذا الوضع أدى إلى رحيل العديد من اللاعبين، وزاد من الضغوط على اللاعبين الحاليين، الذين يواجهون أوضاعًا نفسية وبدنية صعبة نتيجة غياب الاستقرار المالي.

من جهة أخرى، صرح ناير، أمين الخزينة بالنادي، أن أحد أكبر مصادر دخل الفريق كان مقهى النادي، الذي أُغلق بقرار إداري. وعلى الرغم من وعود والي ولاية وهران بإعادة فتحه، إلا أن القرار لم يُنفذ بعد. كما أشار ناير إلى أن محاولاتهم للحصول على رعاية الشركات الكبرى باءت بالفشل، رغم وجود شركات عملاقة في محيط البلدية.وقال الناير: "أرسلنا رسائل إلى العديد من الشركات، لكننا لم نحصل على أي رد. يبدو أن البعض ينظر إلى النادي فقط كفرصة لتحقيق فوائد ذاتية، بينما مديوني وهران بحاجة ماسة لدعم حقيقي لتسديد ديونه وإعادة بناء الفريق".

مطالب عاجلة لإنقاذ النادي

بين الديون الضخمة والحاجة الملحة لتعزيز الفريق بلاعبين جدد ومعدات تحضيرية، بات نادي مديوني وهران في وضع حرج لا يحتمل التأجيل. وتوجه ناير بنداء عاجل إلى السلطات المحلية والشركات الكبرى لدعم النادي ماليًا، قائلاً: "إذا لم نتلقَ دعمًا قريبًا، فإن مستقبل النادي مهدد، وسيكون السقوط أمرًا حتميًا".

أندية وهران... أزمات متشابهة وتاريخ مشترك

أضاف بلحسن أن ولاية وهران، المعروفة بإنجابها لأكبر الأندية في تاريخ الكرة الجزائرية مثل مولودية وهران وجمعية وهران ومديوني وهران، أصبحت تعاني من نقص حاد في الدعم المالي، مما يضع أنديتها أمام تحديات مصيرية. وختم بقوله:

"Le grand club ne meurt jamais" (النادي الكبير لا يموت أبدًا)، في إشارة إلى التضحيات الكبيرة التي يبذلها عشاق الفريق للحفاظ على إرثه.

مديوني وهران، هذا الفريق الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة الكرة الجزائرية، بات بحاجة إلى تكاتف الجميع لإنقاذه من الغرق. فهل ستتحرك السلطات والشركات لتقديم الدعم المطلوب أم أن تاريخًا عريقًا سيتلاشى بسبب أرقام مالية لم تعد تحتمل التأجيل؟

+