في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها العديد من الأندية الجزائرية، تلقّى فريق مولودية بجاية دفعة معنوية ومادية كبيرة، بعدما أعلن والي ولاية بجاية عن تخصيص دعم مالي بقيمة 7 ملايير و900 مليون سنتيم للفريق، وذلك خلال اجتماع رسمي عُقد بمقر الولاية مساء يوم أمس، بحضور رئيس النادي، أعضاء الطاقم الإداري والتقني، وممثلي جمعية أنصار النادي.

اللقاء الذي جاء في إطار حرص السلطات الولائية على إنقاذ الفرق المحلية ذات البعد التاريخي، تحوّل إلى مساحة للنقاش الصريح حول المشاكل المالية والتنظيمية التي تواجه النادي، وعلى رأسها مستحقات اللاعبين، مصاريف التنقل، وضعف التجهيزات، وغياب مصادر تمويل دائمة.ممثل النادي استعرض في هذا السياق تفاصيل دقيقة حول العجز المالي، مطالبًا بتدخل عاجل يسمح بإعادة التوازن وضمان الحد الأدنى من الاستقرار الإداري والرياضي. كما عبّر رئيس جمعية الأنصار عن قلق الجماهير المتزايد إزاء مستقبل الفريق، محذرًا من تراجع مكانة المولودية إذا استمر الإهمال والدعم غير المنتظم.من جهته، أكد السيد الوالي أن مولودية بجاية تمثل رمزًا رياضيًا وثقافيًا للمنطقة، وشدّد على أهمية الحفاظ على هذا الموروث من خلال تضافر جهود مختلف الأطراف، من سلطات محلية ومتعاملين اقتصاديين إلى الفاعلين المدنيين والرياضيين. كما أبدى استعداد مصالح الولاية لمرافقة الفريق بشكل مستمر، سواء عبر الدعم المباشر أو تسهيل الاتصالات مع ممولين وشركاء اقتصاديين يمكنهم الإسهام في استقرار النادي.وتُعد هذه المنحة البالغة 7.9 مليار سنتيم من أكبر المساعدات التي حظي بها الفريق في السنوات الأخيرة، ما يعكس تغيرًا في تعامل السلطات المحلية مع الواقع الرياضي، وربما بداية لعهد جديد من الحوكمة والدعم التشاركي.واعتبر رئيس النادي هذه الخطوة بداية حقيقية نحو التعافي المالي، فيما اعتبرها أنصار المولودية رسالة واضحة مفادها أن الفريق ليس وحده في معركة البقاء.في ظل الأجواء الإيجابية التي خلفها هذا الاجتماع، تترقب جماهير بجاية تطبيق الوعود على أرض الواقع، وتنتظر رؤية نتائج ملموسة تنعكس على الأداء داخل الملعب، خاصة مع اقتراب انطلاق الموسم الجديد.ويبقى التحدي الأكبر أمام إدارة مولودية بجاية هو تحويل هذا الغلاف المالي إلى آليات فعالة للإنقاذ والتطوير، بعيدًا عن الحلول الترقيعية، وذلك لضمان استمرارية نادٍ عريق يمثل واجهة رياضية وتاريخية لمنطقة القبائل ككل.