في خطوة لم تكن مفاجئة تماماً، أعلنت إدارة اتحاد العاصمة مساء الإثنين، إقالة المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا من منصبه، في ظل تراجع نتائج الفريق وتزايد الضغوط الجماهيرية.
إلا أن مصادر مقربة من البيت "العاصمي" كشفت أن القرار لم يكن نتيجة الأداء الفني فقط، بل جاء نتيجة تراكمات وخلافات أعمق تعكس هشاشة الوضع الداخلي للنادي.منذ تولي باكيتا قيادة الفريق، عانى اتحاد العاصمة من سلسلة نتائج سلبية، كان آخرها الهزيمة أمام شبيبة الساورة، التي زادت من صعوبة مهمة الفريق في إنهاء الموسم ضمن "البوديوم". وبينما ربطت بعض المصادر قرار الإقالة بتلك النتائج، إلا أن الواقع يحمل أبعاداً أكثر تعقيداً. فإن الإقالة جاءت نتيجة تدهور الأجواء داخل غرفة الملابس، وتسجيل حالة من "التذمر" بين عدد من اللاعبين بسبب عدم تسوية العقود والفروقات في المستحقات المالية. باكيتا، الذي لم يتمكن من احتواء هذه الأزمات، أصبح في موقع العاجز عن ضبط الانضباط الجماعي، وهو عامل حاسم في فقدان السيطرة على الفريق.أزمة الثقة بين باكيتا والإدارة تجلّت بشكل واضح خلال اجتماع عُقد بينه وبين رئيس مجلس الإدارة عثمان سحبان، حيث رفض المدرب البرازيلي تحميل نفسه كامل المسؤولية عن التراجع، مشيرًا إلى وجود مشاكل هيكلية أعمق من صلاحياته الفنية، ما زاد من حدّة التوتر وأفضى إلى القطيعة.رغم أن باكيتا جاء بسيرة ذاتية محترمة، إلا أن الفريق تحت قيادته لم يقدّم ما يليق باسمه، وسط غياب لهوية تكتيكية واضحة. تكررت الأخطاء الدفاعية، وافتقر الخط الأمامي للحلول، بينما وُجهت للمدرب انتقادات بسبب تحفّظه الخططي، وعدم استقراره في التشكيل، فضلاً عن تفضيل لاعبين جدد على حساب عناصر أساسية.من الأسباب الخفية المؤثرة في قرار الإقالة، كانت قضية تفاوت الأجور والمكافآت داخل التشكيلة، إذ شعر اللاعبون القدامى بالغبن مقارنة بالمستقدمين الجدد. هذا التمييز، الذي فشل باكيتا في معالجته، ساهم في خلق أجواء من الانقسام، انعكست على النتائج الميدانية.الجماهير التي كانت تأمل في موسم استثنائي، لم تُخفِ استياءها من التراجع الكبير في مستوى الفريق، حيث رفعت شعارات غاضبة في المدرجات مطالبة بتغييرات جذرية. كما أن الإعلام المحلي لم يرحم باكيتا، وسلط الضوء بشدة على اختياراته التكتيكية، مما زاد من الضغط على الإدارة لاتخاذ قرار الإقالة في توقيت حرج.