باشرت السلطات الجزائرية عملية إعداد دفتر شروط خاص بطريقة تسيير الملاعب الجديدة في إطار حق الامتياز، وذلك بهدف تعزيز استدامة المنشآت الرياضية وزيادة مواردها المالية.

وقد تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة تضم وزارة المالية ووزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة الشباب والرياضة لوضع الصيغة المناسبة لإدارة هذه الملاعب، وفق أساليب حديثة تواكب التطورات العالمية في تسيير المنشآت الرياضية.يهدف دفتر الشروط إلى منح الأندية حق إدارة الملاعب الكبرى بطريقة تجارية تساهم في جلب عائدات مالية. أحد المحاور الرئيسية التي تم طرحها يتعلق بإمكانية إضافة أسماء الشركات الممولة إلى أسماء الملاعب. هذا النموذج يُعتمد بشكل واسع عالميًا ويساهم في زيادة الإيرادات من خلال الإعلانات والرعاية، مثل اقتراح إضافة اسم مؤسسة اقتصادية إلى ملعب نيلسون مانديلا أو ميلود هدفي. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن دفتر الشروط تفاصيل حول كيفية استغلال الأندية للملاعب ومرافقها، حيث يُتوقع أن تتضمن العقود جوانب تشمل الصيانة والتطوير وتحصيل العائدات التجارية. تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية الاستثمار الرياضي، حيث تسعى السلطات إلى التخفيف من العبء المالي الذي تتكبده الدولة في صيانة وتسيير هذه المنشآت الضخمة.من المتوقع أن يساهم هذا النظام الجديد في حل الإشكاليات المتعلقة بتدهور أرضيات الملاعب وصيانتها، وهي مسألة أرهقت الأندية وسلطات الدولة في الماضي. كما سيوفر نظام الامتياز الفرصة للأندية مثل شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، اللذين سبق أن تقدما بطلبات لاستغلال الملاعب، لتحسين مداخيلها وتنظيم عملياتها.شباب بلوزداد على سبيل المثال، وقع اتفاقية مع ديوان المركب الأولمبي تسمح له باستغلال فندق نيلسون مانديلا ومرافق الملعب، مما يخفف من تكاليف الإقامة ويساهم في تعزيز البنية التحتية للنادي. في المقابل، اتحاد الجزائر أبرم عقدًا مشابهًا للاستفادة من ملاعب "5 جويلية 1962" و"نيلسون مانديلا"، وهو مثال آخر على الاستفادة المتوقعة للأندية من هذا النظام الجديد.يسعى هذا التوجه الجديد إلى تحسين الإدارة المالية للملاعب الجزائرية من خلال نظام حق الامتياز، وهو خطوة تعتبر ضرورية لضمان استدامة هذه المنشآت الرياضية الحديثة التي تم تشييدها باستثمارات ضخمة من قبل الدولة. سيكون لهذه المبادرة تأثير مباشر على تحسين الموارد المالية للأندية الجزائرية، وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية الرياضية، مما سيساهم في رفع مستوى كرة القدم الوطنية وتحقيق الاستدامة المالية.