أين ذهبت 5 ملايير سنتيم؟
تعيش مولودية وهران (كرة اليد)، واحدة من أصعب الفترات في تاريخها، حيث تواجه أزمة مالية خانقة تهدد الفريق قبل لقائه الأول في الموسم الجديد، المقرر يوم الجمعة المقبل في قصر الرياضات. الفريق بات مهدداً بخسارة المباراة "على البساط" إذا لم تحل مشاكله بسرعة، وهو ما يثير قلق جماهيره ومحبيه.
المثير في هذا السياق هو التصريحات التي أدلى بها رئيس النادي الهاوي، شمس الدين بن سنوسي، قبل أسابيع قليلة، حيث أكد أن النادي في وضع مالي جيد وأنه ترك في خزينة الفريق مبلغًا يقدر بخمسة ملايير سنتيم، وهو ما كان من المفترض أن يضمن سير الأمور بشكل طبيعي. إلا أن الواقع يبدو مغايراً، حيث تتكشف مظاهر الأزمة المالية على الأرض، ويبدو الفريق على شفا الدخول في حالة من عدم الاستقرار.
تؤثر الأزمات المالية بشكل مباشر على أداء الفرق الرياضية، خاصة إذا لم تُحل قبل بدء الموسم. فعدم توفر الموارد المالية الكافية لتغطية المصاريف التشغيلية الأساسية مثل الأجور والتجهيزات قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على استعدادات الفريق للمباريات. وهذا ما قد يواجهه مولودية وهران في مباراته المقبلة، حيث أن عدم حل الأزمة قد يضع الفريق في موقف حرج يؤثر على نتائجه في البطولة.
في ظل هذه الظروف، يطالب عشاق الفريق والمسؤولون الرياضيون في المدينة بتدخل سريع من السلطات المحلية أو من القطاع الخاص لإنقاذ الفريق من هذه الأزمة. دعم الفرق الرياضية ليس مجرد مسؤولية تجاه اللاعبين والمدربين، بل هو جزء من دعم البنية التحتية الرياضية في المدينة وتعزيز النشاط الاقتصادي للنادي.
تأتي أزمة مولودية وهران في سياق أوسع يعاني منه العديد من الأندية الجزائرية. فغياب الشفافية في إدارة الأندية الرياضية يؤدي إلى تضخم المشاكل المالية ويعيق تطوير الفرق. رغم التصريحات بأن كل شيء على ما يرام في خزينة الفريق، إلا أن الفجوة بين التصريحات والواقع تعكس مشكلة في الحوكمة المالية والإدارية داخل الأندية الرياضية.
لتجنب المزيد من الأزمات المالية مستقبلاً، تحتاج الأندية الجزائرية إلى اعتماد نموذج مالي أكثر شفافية واستدامة. قد يكون من المفيد تعزيز الشراكات مع الشركات الراعية أو الاستثمار في برامج تطوير البنية التحتية الرياضية التي يمكن أن تدر عوائد مالية مستدامة للنادي. كما ينبغي على السلطات الرياضية والحكومية توفير رقابة مالية أكثر صرامة لضمان أن الأندية تتم إدارتها بكفاءة وفعالية.