رغم الإمكانيات المتواضعة التي يتمتع بها نادي اتحاد الكرمة مقارنة بمنافسيه المباشرين مثل وداد تلمسان، اتحاد بلعباس، وسريع غليزان، إلا أن الفريق نجح في إنهاء مرحلة الذهاب في المرتبة الثالثة بفارق نقطتين عن الوصيف وثلاث نقاط عن المتصدر.
هذه النتائج تُظهر الروح التنافسية العالية للفريق ورغبته في تحقيق إنجاز تاريخي بالصعود إلى القسم الأعلى، لكن التحديات الاقتصادية تظل العائق الأكبر.الأداء الميداني لاتحاد الكرمة يعكس كفاءة في إدارة الموارد المالية رغم محدوديتها. غياب عقود الرعاية الكبرى واعتماد النادي بشكل أساسي على مداخيل المباريات والدعم المحدود من السلطات المحلية يبرز تحديًا كبيرًا في تمويل طموحات الصعود. بالمقارنة، يتمتع منافسو الفريق بدعم مالي أكبر؛ وداد تلمسان واتحاد بلعباس يحظيان بدعم مؤسسات محلية وشبكة رعاة توفر تمويلاً مستقرًا. على النقيض، يعتمد اتحاد الكرمة على ميزانية ضئيلة بالكاد تُدير تكاليف التشغيل الأساسية.رغم النتائج المتميزة، فإن الإنفاق على تعاقدات اللاعبين ودعم الجهاز الفني يبقى متواضعًا مقارنة بالمنافسين، مما يؤثر على الرواتب والظروف التشغيلية. نجاح الفريق حتى الآن يعود بشكل كبير إلى كفاءة الجهاز الفني بقيادة المدرب فهام بوعزة، الذي استطاع تحقيق نتائج استثنائية في ظل هذه التحديات. لكن غياب الدعم المالي اللازم يهدد بفقدان هذه القيادة الفنية، خاصة مع تصريحات بوعزة حول رغبته في المغادرة بسبب التهميش.دور السلطات المحلية يظهر كعامل حاسم في المرحلة المقبلة. مطالبة النادي بالتفاتة من والي ولاية وهران ورئيس المجلس الشعبي الولائي ليست مجرد طلب دعم مالي، بل استثمار في نجاح يمكن أن يعود بفوائد اقتصادية كبيرة على المدينة. الصعود إلى القسم الأعلى من شأنه أن ينعش الحضور الجماهيري، ما يؤدي إلى زيادة مبيعات التذاكر وتنشيط الأسواق المحيطة بالمباريات.إذا تمكن اتحاد الكرمة من تحقيق الصعود، فإن التأثير الاقتصادي سيكون ملموسًا. زيادة الحضور الجماهيري ستُعزز الإيرادات، كما أن التواجد في القسم الأعلى سيجذب استثمارات جديدة من الرعاة والمعلنين. لتحقيق هذا الهدف، يحتاج النادي إلى تبني خطط استثمارية مبتكرة تشمل الشراكات مع شركات محلية، وإنشاء مشاريع تجارية لتعزيز الاستدامة المالية.في ظل الوضع الحالي، يبقى تدخل السلطات المحلية أمرًا حاسمًا لضمان استمرار الفريق في المنافسة على الصعود. تقديم دعم مالي، و تسهيل الحصول على رعاة، و توفير منشآت تدريبية ملائمة، كلها خطوات يمكن أن تساعد اتحاد الكرمة في تحقيق الحلم المشترك بالصعود إلى القسم الأعلى. هذا ليس فقط دعمًا لنادٍ رياضي، بل هو فرصة اقتصادية لتطوير المجتمع المحلي وتعزيز مكانة ولاية وهران على الساحة الرياضية الوطنية. الكرة الآن في ملعب الجميع لتحقيق الطموح المشترك.
