تبدي الاتحادية الدولية لكرة القدم اهتماما كبيرا للبطولة الجزائرية بدرجتيها الأولى والثانية، لما تحققه من نسبة مشاهدة عالية وقياسية على "الواب".
والتقى ممثلون عن الفيفا، أمس الأحد، بمسؤولي الفاف بمقر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وفي جدول أعمال الاجتماع، إبداء الهيئة الكروية الدولية رغبة في الحصول على نقل مباريات الرابطة الأولى الجزائرية على "الواب" بشكل حصري، وهي رغبة لا يمكن أن تتحقق سوى عن طريق التفاوض مع مؤسسة التلفزيون العمومي الجزائري، التي تحوز على حق نقل مباريات البطولة الجزائرية. وما طلبته الفيفا تحديدا نقل المباريات على قناتها الإلكترونية بشكل حصري، على أن تحتفظ مؤسسة التلفزيون العمومي بحق نقل المباريات على التلفزيون، مثلما تفعله مع العديد من البلدان.ويأتي هذا الطلب، بعدما اعترف مسؤولو الفيفا بأن مباريات بطولة الدرجة الثانية الجزائرية، التي تنقلها على قناتها الإلكترونية (العقد تم إبرامه مع الفاف في عهد جهيد زفيزف)، حققت نسبة مشاهدة عالية بلغت مليوني مشاهدة، وهو رقم وضع البطولة الجزائرية (الدرجة الثانية) الأولى إفريقيا من حيث نسبة المشاهدة، تليها بطولة مالاوي ثم جنوب إفريقيا ونيجيريا.وتولي الفيفا أهمية بالغة لسبل تطوير كرة القدم والترويج لها، واقتنعت بأن جعل منصتها تعرض أكبر قدر من البطولات على "الواب" يمكن أن يساهم في تحقيق هذا الهدف، حتى أن مسؤولي الفيفا أكدوا، خلال اجتماعهم بمسؤولي الفاف، اهتمامهم أيضا بنقل مباريات المنتخبات الوطنية الجزائرية الودية، حتى مباريات الأكابر، على منصتها مستقبلا، في حال التوصل إلى اتفاق مع الفاف، بينما لا تهتم الفيفا حاليا بنقل المباريات الرسمية، سواء التي تشرف عليها الكاف أو تشرف عليها الفيفا، بسبب وجود عقود سارية المفعول مع مؤسسات تلفزيونية تملك حق النقل الحصري للمباريات على "الواب".ورغم أن مشروع الفيفا لا يرتكز على أساس تجاري أو ربحي حين تنقل مباريات مختلف البطولات على منصتها، إلا أنها، بالمقابل، تسمح للاتحادات، علاوة على الجانب الترويجي لبطولاتها، وضع اسم مؤسسة راعية لمباريات بطولاتها المنقولة على منصة الهيئة الكروية الدولية، لتضمن الاتحادات أرباحا تستثمرها في تطوير كرة القدم المحلية، حيث إن وجود مليوني مشاهد لمباريات بطولة الدرجة الثانية وحدها، كفيل بإغراء أية مؤسسة لإبرام عقد الرعاية.ولا تعتزم الفيفا، في مشروعها، التوقف عند هذا الحد، بل إنها تدرس فصلا جديدا من مشروعها يهدف إلى إلغاء بيع مباريات الدورة النهائية لكأس العالم بشكل حصري لأي مؤسسة إعلامية، حيث ستضع كل مباريات المونديال، اعتبارا من 2030 أو 2034 على أقصى تقدير، على منصتها، ويكون لأية مؤسسة تلفزيونية في العالم الحق في شراء بعض أو كل مباريات المونديال أو ملخصات عن المباريات من الفيفا مباشرة، وهو ما يضمن، من منظور الهيئة الكروية الدولية، استعادة الطابع الشعبي للعبة، حين تكون كل الدول أو أغلبها قادرة على شراء مباريات المونديال بشكل يضمن عودة المتابعة الواسعة لكرة القدم، حتى خلال أكبر مسابقاتها، بعيدا عن عراقيل وتعجيزات الطابع التجاري للمؤسسات الإعلامية صاحبة الحقوق.ولأجل نقل مباريات البطولات المحلية على "الواب"، مثل بطولة الدرجة الثانية الجزائرية، تعاقدت الفيفا مع مؤسسات خاصة تستوفي الشروط المطلوبة لنقل المباريات بجودة عالية على منصة الفيفا، فيما تحرص الفيفا منذ سنوات على الحفاظ على عقدها مع مؤسسة إعلامية كبيرة(HBS) لنقل مباريات المونديال بجودة عالية وبوضع 32 كاميرا في كل مباراة.