ملايير تقود سيدات شبيبة القبائل إلى قمة النجاح

1 دقيقة للقراءة

إن تجربة فريق سيدات شبيبة القبائل ليست مجرد قصة نجاح رياضية بل نموذجًا ملهمًا يمكن للأندية الجزائرية الأخرى أن تستلهم منه نهجًا استراتيجيًا لاستثمار مستدام في الرياضة النسائية. 

تحقيق هذا النجاح المذهل جاء نتيجة رؤية شاملة تضمنت الدعم المالي، الاستثمارات المدروسة، والعمل الجاد لتطوير المواهب والبنية التحتية. وهو ما يجب أن يشكل معيارًا للأندية الأخرى التي تبحث عن النهوض برياضاتها النسائية وتعزيز مكانتها على الساحة الوطنية والدولية.الأندية الجزائرية تمتلك الإمكانيات لتحقيق نتائج مماثلة إذا اتبعت مسارًا مشابهًا لما قامت به شبيبة القبائل. أولًا، يجب أن تكون هناك رؤية واضحة تقوم على أساس استثمار الموارد المتاحة في الرياضة النسائية، بدءًا من دعم الأكاديميات الخاصة بتطوير اللاعبات الناشئات، ومرورًا بتحسين ظروف التدريب والمرافق الرياضية، وصولًا إلى توفير الاستقرار المالي والإداري.ثانيًا، تسليط الضوء على كرة القدم النسائية من خلال مبادرات ترويجية وجذب الرعاة يمكن أن يحقق فائدة مزدوجة: رفع مستوى الرياضة النسائية من جهة، وزيادة الإيرادات من جهة أخرى. الشراكات مع الشركات الوطنية والدولية توفر للنادي موارد مالية مستدامة تُستخدم لتحسين الأداء وتوسيع القاعدة الجماهيرية.ثالثًا، تعزيز روح المنافسة بين الأندية المحلية في الرياضة النسائية سيخلق بيئة صحية لتطوير اللعبة، مما يؤدي إلى ظهور المزيد من المواهب التي يمكنها تمثيل الجزائر في المحافل الدولية. على غرار شبيبة القبائل، فإن الأندية الكبرى مثل مولودية الجزائر، اتحاد العاصمة، ووفاق سطيف يمكن أن تبني فرقًا نسائية قوية إذا خصصت جزءًا من ميزانياتها لدعم هذا القطاع. أظهر فريق سيدات شبيبة القبائل أن الاستثمار في الرياضة النسائية يمكن أن يكون أكثر من مجرد دعم للمواهب، بل وسيلة لتعزيز العلامة التجارية للأندية وزيادة شعبيتها. الأداء القوي والنتائج الباهرة التي حققها الفريق هذا الموسم دليل على أن التوجه الصحيح يمكن أن يؤتي ثماره، سواء في تحقيق الألقاب أو في استقطاب جمهور واسع. النجاح الرياضي لا يجب أن يكون هدفًا فقط، بل وسيلة لتغيير النظرة المجتمعية نحو الرياضة النسائية. إذا استثمرت الأندية في هذا المجال، فستكون قادرة على تحقيق إنجازات رياضية تساهم في تعزيز مكانتها الاقتصادية والاجتماعية، تمامًا كما فعلت شبيبة القبائل، التي أصبحت نموذجًا يُحتذى به على المستوى الوطني.

+